في السنوات القليلة الماضية كنّا نضرب المثل باحترافية الرئيس الحالي لمجلس إدارة "النسر الأسود" عبد الحكيم سرار، فالرجل كان وقبل إمضاء أي لاعب يقوم بتقديمه للصحفيين، وهذا من باب أنّ الوفاق ملك لكل أنصاره، ومن حق قراء كل الجرائد أن يعرفوا جديده، لدرجة أنّ أحد الزملاء قال لي يوما أنّه في سطيف لا يوجد سبق صحفي، لأنّ الإدارة تتعامل مع كل الصحفيين بنفس المكيال بعد أن تخلصت من رواسب عقلية الهواة، حتى أنّ سرار نفسه كان يقول أنّه يتعامل مع كل الصحفيين بنفس الطريقة بمن فيهم الذين يهاجمونه في كتاباتهم، والأكيد أنّ هذه العقلية الاحترافية هي التي أوصلت وفاق سطيف إلى أن يصبح أحسن ناد عربي.
ولكن دوام الحال من المحال، فقد اتضح أنّ عقلية سرار الاحترافية لم تكن نتيجة قناعات شخصية ولكن لظروف مرتبطة بتحسن نتائج الفريق والبريستيج الذي كان يحتاجه الرجل ليصبح أهم شخصية رياضية في الجزائر، وتكون طلته على الوزراء والشخصيات الهامة في الدولة بعيدة عن انتقادات الصحفيين.
سرار وبعد أن فقد الامتيازات الكبيرة التي وفرها له الوالي السابق نورالدين بدوي، ووجد نفسه في موقف المتفرج أمام حداد وحناشي وهما يخطفان له لاعبيه، خاصة أنّ الأضواء التي كانت تحيط به خفت، لم يجد من وسيلة إلاّ محاولة إخفاء فشله هذا الموسم، وذلك بمحاربة الصحفيين الذين يحاولون نقل حقائق الوفاق لأنصاره دون زيف أو نفاق، وكانت طريقته هي حرمانهم من المعلومة، حيث أصبح يتعامل بمبدأ "الصورة والمعلومة لأصحاب الشيتة فقط" وليس لكل الصحفيين، والأكيد أنّ شخصية صحفي "الخبر الرياضي" ترفض أن يكون ضمن ذلك النوع من الصحفيين، ولهذا ممنوع عليه تصوير العيفاوي، زروقي، برڤيڤة وكل اللاعبين الذين أمضوا للوفاق، وربما يعتقد سرار أنّه بهذه الطريقة سيجعلنا نمجده ونحاول إخفاء عجزه الواضح هذه الصائفة في استقدام اللاعبين، وهذا بالتأكيد لن يكون، لأننا تعودنا في هذه الجريدة أن نكون مرآة لكل الفرق بنجاحاتها وإخفاقاتها، ولا يهمنا الأشخاص مهما كانت أوزانهم ومراتبهم، وهو ما يعرفه أنصار الوفاق وأنصار كل الفرق الجزائرية.
ما أردت قوله في النهاية أنّ سرار يبقى مجرد عينة للكثير من رؤساء الأندية في الجزائر الذين أصبح البعض منهم بلطجية لا يتحدثون إلاّ بلغة التهديد والوعيد، في زمن أسماه روراوة "زمن الاحتراف".